أعربت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للإعتداءات الوحشية التي تعرض له المصلون الفلسطينيون داخل المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ليلة البارحة الثلاثاء. وفي هذا الصدد، صرحت الهيئة أنه بينما يستمر تصاعد وحشية القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أشهر، فإن هذا الهجوم على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك قد تخطى كل الحدود، وهو يحدث للسنة الثالثة على التوالي، مما يشكل انتهاكا جسيما لجميع المعايير الأخلاقية والإنسانية، بما فيها التشريعات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وفي اعتداء خطير على حرمة المسجد الأقصى يوم 5 أبريل 2023، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى ومصليات المسجد القبلي باستخدام القوة الغاشمة، مما تسبب في إصابة عشرات المصلين الفلسطينيين بجروح واحتجاز أكثر من 500 فلسطيني بريء، بمن فيهم الأطفال. وتعتبر هذه الحادثة أخطر أعمال العنف في هذا المكان المقدس منذ ما يقرب من عام، بحيث لا تقوض هذه الاعتداءات حق الفلسطينيين في أداء فريضة الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان فحسب، بل وتنتهك بشكل صارخ كافة معايير القانون الدولي لحقوق والقانون الدولي الإنساني. كما أنه من الواضح أن أعمال العنف الاسرائيلية ضد المسلمين الفلسطينيين الأبرياء المسالمين أثناء الصلاة في المسجد الأقصى هي عملية مخطط لها مسبقا، علما أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تخطط للقيام بعمليات تدنيس لحرم المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهودية، مهددة بتقديم قرابين في ساحته على يد الجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة، مما يشكل استفزازا غير مسبوق ضد قدسية المسجد الأقصى للمسلمين.
وعليه، تعبر الهيئة عن إدانتها الشديدة لهذا السلوك اللاإنساني داعية إلى إتخاذ اجراءات عقابية ضد دولة الإحتلال الإسرائيلي ومحاسبة كل مرتكبي هذه الجريمة البشعة التي تشكل انتهاكا فظيعا لقوانين حقوق الإنسان. وفي تصعيد مؤسف للعنف ضد الفلسطينيين الأبرياء، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، العشرات من الفلسطينيين بينما جرح منهم عددا لا يحصى في القدس المحتلة والضفة الغربية. ومع ذلك، فإن جميع هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان كانت ولاتزال دون معالجة من قبل المجتمع الدولي.
وإذ تعبر الهيئة عن أسفها إزاء إخفاق المجتمع الدولي في مواجهة تزايد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضد الفلسطينيين، فقد دعت الهيئة كافة أصحاب المصلحة المعنيين، وخاصة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى فرض أقصى قدر ممكن من الضغط بكل الوسائل الممكنة، على سلطات الاحتلال الإسرائيلية لوضع حد فوري للاعتداءات الفظيعة والمتكررة على حقوق الإنسان في حق الفلسطينيين.
وختاما، أكدت الهيئة مجددا دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، معربة عن عزمها على مواصلة جهودها في التوعية بالانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون الأبرياء في جميع المحافل الدولية ذات الصلة، وذلك بالتعاون مع المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بوضعية حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وغيرها من الإجراءات الخاصة الأممية المتخصصة.
